خلصت دراسة علمية جديدة إلى أن الأجنة في بطون أمهاتهم يعانون من التلوث، مثلنا حتى قبل أن يبصروا النور، وكشف باحثون في الدراسة وجود جسيمات ملوثة في رئات عدد من الأجنة التي لم تكتمل بعد، بحسب ما أورد موقع "سكاي نيوز"، وليس هذا كل شيء، إذ وجد هؤلاء الجسيمات الملوثة في أعضاء أخرى مهمة في الأجنة.
و قال العلماء إن العناصر الملوثة التي تصدر عن عوادم السيارات تدخل عبر دماء الأم إلى المشيمة ثم تصل أعضاء الجنين خلال أول 12 أسبوعا.
ويعتقدون أن الحوامل اللاتي يعشن في أكثر المناطق تلوثا يواجهن خطرا أكبر لولادة أطفال ميتين وفي وضع أحسن أن يضعن مواليد يواجهون مشكلات صحية.
ودرس الباحثون وهم من بريطانيا وبلجيكا الجسميات النانوية للهواء الملوث، التي تعرف بالكربون الأسود، لتحديد ما إذا كانت قادرة على الوصول إلى الأجنة.
ورصدت دراسة أخرى الأسباب البيئية التي قد تقف وراء إصابة الأطفال بالتوحد، قال محمد السيد علي المحرر العلمي في موقع "للعلم"، كشفت دراسة أن العيش في مدن تعاني من تلوُّث الهواء في أثناء الحمل قد يسبب إصابة الأطفال بالتَّوحُّد لاحقًا
وفي أحدث حلقة ترصد خطر تلوث الهواء على الأجنة، توصلت دراسة أجراها باحثون بجامعة سايمون فريزر الكندية، ونُشرت تفاصيلها في دورية (JAMA Pediatrics)، إلى أن الأطفال الذين تعيش أمهاتهم في المدن الأكثر تلوثًا في أثناء الحمل، قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمرض التوحد.
والتوحد هو طيف من الاضطرابات العصبية يؤدي إلى ضعف في التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال وفي قدرتهم على التواصل مع محيطهم، كما يؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ. وتتطلب معايير تشخيصه ضرورة أن تصبح الأعراض واضحةً قبل أن يبلغ الطفل من العمر 3 سنوات.
ولا تزال مسبِّبات اضطرابات طيف التوحد غيرَ واضحة، رغم أن هناك دراسات تُرجع سبب الإصابة به إلى عوامل وراثية، لذلك يحاول العلماء حاليًّا استكشاف العوامل البيئية التي قد تؤدي دورًا في خطر الإصابة بالمرض، وأبرزها تلوُّث الهواء.
وقال الأكاديمي في جامعة أبردين البريطانية، تيم ناوروت: "نعلم أن التعرض للهواء الملوث خلال الحمل والرضاعة مرتبط بالوفاة عند الولادة، والولادة المبكرة، ونقص أوزان المواليد واضطراب نمو أدمغتهم، مع استمرار العواقب طوال الحياة".
وأضاف: "خلال دراستنا أظهرنا أن عدد جسيمات الكربون الأسود التي تدخل إلى جسم الأم تواصل طريقها إلى المشيمة ثم الجنين".
ويُعتبر تلوث الهواء، الناجم عن الاختناقات المرورية في المدن الكبرى، أحد أبرز التحديات أمام البلدان الغنية والفقيرة على حدٍّ سواء، نظرًا للتداعيات الصحية الكبيرة الناجمة عنه، وأبرزها أمراض الرئة والقلب والسرطان والسكتة والسكري والكلى.
المصدر: التاكا نيوز