بتهمة تقويض النظام الدستوري أوامر بالقبض علي حمدوك وآخرين 

بأمر من الوالي منع لبس الكدمول بالشمالية 

السلطات بنهر النيل تمنع التجمعات وتكثف التفتيش عبر المعابر

محمد عبدالقادريكتب … متاهة حزب الامة ..لو كان الامام حيا!

تحقيق: مستشفى مروي التعليمي..."تهميش حكومي وتحرك شعبي "

الرئيسية مقالات عرض الخبر

عبدالعاطي الإمام يكتب.... أهل السودان ... زرعوا جميلا في غير موضعه...!

عبدالعاطي الإمام يكتب.... أهل السودان ... زرعوا جميلا في غير موضعه...!

2024/03/14 الساعة 10:00 ص
عبدالعاطي الإمام

السودان بحدوده المترامية الاطراف محاط بسبع دول لها من المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية المعقدة وينتشر في بعضها الفساد والمحسوبية والجريمة المنظمة كل هذه العوامل مجتمعة جعلتها افقر بلاد العالم  وسميت بدول خط الفقر.  وفرص العيش الكريم تكاد تكون معدومة. مما جعل معدل هجرة أبنائها يزداد عاما بعد عام فرارا من جحيم بلدانهم الذي لا يطاق. 

بلادنا منذ عقود خلت كانت وجهة ومعبرا لشعوب هذه البلدان وبدأت كنقطة عبور الي الاراضي المقدسة ويأتي اليها هؤلاء في شكل مجموعات عن طريق الدواب أو سيرا على الاقدام وتستغرق الرحلة شهور عديدة.
السودان كان في ذلك الزمان ينعم بالاستقرار وبه نهضة تنموية كبيرة في كافة المجالات التعليمية والصحية والصناعية والزراعية. ومع مرور الأيام  بدأ يفقد السودان عافيته عاما بعد عام واعداد المهاجرين في ازدياد  إلى  أن جاءت سنين الجفاف في أوائل العام ١٩٨٠م . وسميت حينها بسنين (المجاعة). وازدادت وتيرة الهجرة بشكل كبير مع تطور وسائل النقل. ولا احد انتبه الي هذه الهجرة غير الشرعية مما شجع الكثير من أبناء هذه الدول بالاقامة  لسنوات طويلة.
واصاب الداء اللعين لهذه الدول  (عدم الاستقرار السياسي) البلاد وأدى  الى الإطاحة بنظام مايو وآلت السلطة للقوات المسلحة واستلم قيادة البلاد المشير عبد الرحمن سوار الذهب .. طيب الله ثراه ... وحدد عاما واحدا لتسليم السلطة لحكومة مدنية ينتخبها الشعب السوداني واوفى بما وعد.
الاحزاب والجماعات في تلك الفترة بدأت في حملاتها الانتخابية وحتي تكسب صناديق الاقتراع اختارت طريقا سهلا وهو تجنيس هؤلاء الوافدين لضمان فوزها بهذه الانتخابات وبالفعل فاز بها حزب الامة.وفاز  ايضا حزب الامة في دائرة تعد معقلا رئيسيا للحزب الاتحادي الديمقراطي وهي دائرة ( كسلا). ولا احد كان يتخيل فوز حزب الامة في هذه الدائرة لو لا وعود الصادق المهدي ... عليه رحمة الله ... بتجنيس هؤلاء الاجانب  وباعداد كبيرة ومن جنسيات مختلفة. وبدأت عورات البلاد تتكشف شيئا فشيئا وحصدنا اربعة  سنين دأبا  كانت عجافا وسلبت الكثير من عافية  الوطن  وكانت من اسوأ فترات حكم البلاد اججت الصراع القبلي في دارفور وتمدد التمرد وشارف إلى تخوم النيل الابيض. وعندما ضاق أهل السودان زرعا  بهذه الحكومة المدنية  تدخلت القوات المسلحة للمرة الثانية بأنقلاب (ثورة الإنقاذ ١٩٨٩م). وزراعها الايمن الحركة الاسلامية بقيادة د.  حسن عبد الله الترابي. وفي هذا العهد فتحت البلاد على مصراعيها للنطيحة والمتردية دون قيد أو شرط لدخول السودان من كافة بلدان العالم والكثير منهم تم منحهم الجنسية السودانية. ووصل بنا الحال في نهايات حكم (الانقاذ) بأن الهوية السودانية تباع وتشتري في سوق النخاسة. واستمر هذا الحال ثلاثين عاما وتلته ثورة ديسمبر ايضا اطاحت بنظام الانقاذ في العام ٢٠١٩م. وتم تكوين حكومة انتقالية بقيادة د . عبد الله حمدوك وهي بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير. وما حصل من تجنيس  للاجانب ربما يضاهي ما فعلته كل تلك الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد والغرض من كل ذلك التغيير الديمغرافي لسكان السودان الاصليين واستبدالهم بمجموعات من شتات هذه الدول.ورغم كل ذلك كان أهل السودان يأتيهم عيشهم رقدا وفي أيام معدودات تبدل حالهم من نعمة إلى نغمة والبسهم ربهم لباس الخوف والجوع والمستقبل المجهول. 
وهذا حصاد ما كسبته ايدينا.
الملفت للنظر ويدعو للغرابة بأن بعضا من هؤلاء الذين تم تجنيسهم محتفظين بهويات بلدانهم الاصلية وعلى اتصال بسفارات بلدانهم لدي بلادنا ومقيدين في سجلاتها كجاليات لهذه الدول. والعديد منهم بعد اندلاع الحرب في السودان خرجوا كأجانب من بلادنا. وكأن الامر لا يعنيهم والكثير منهم انخرطوا في صفوف المليشيا المتمردة لقتال أهل السودان. بالله عليكم .. في صفاقة أكثر من كدة ...!؟.
ثالثة الاسافي وأهل السودان في بحثهم لملاذ أمن طرقوا ابواب هذه الدول كملجا مؤقت حتي تنجلى هذه المحنة التي المت بالوطن ظنا منهم بأن هذه الدول التي استضافت بلادهم ابنائها لعشرات السنين وباعداد كبيرة بلغت الملايين دون قيد او شرط لقوانين الهجرة. سيرحبون بهم ايما ترحيب ردا لهذا الجميل. ولكن خاب ظنهم و تعاملت هذه الدول مع أبناء السودان بأنهم لاجئين وأغلقت حدودها براً وبحراً وجواً . ولمن خاطروا ووجدوا فرصة لعبور حدود هذه الدول بطرق غير شرعية عن طريق التهريب كما كان يفعل ابناء هذه الدول للجوء إلى السودان . ألغت القبض عليهم وطبقت قوانينها والغتهم في سجونها بتهمة عدم توفيق اوضاعهم ودخول البلاد بطرق غير شرعية وعدم تسديد رسوم المخالفات. عندما احتج بعض السودانيين على سوء المعاملة رموا الملامة على حكومة بلادهم  التي لم تطبق قانون الهجرة والاقامة على مواطني هذه الدول . وهذا لن يشفع لهم أو يعفيهم من تطبيق قوانين الهجرة والاقامة بالنسبة لهذه البلدان.
 النتيجة الطبيعية لهذا التهاون الواضح وعدم المسؤولية الوطنية وكما يقول المثل :(من يهون يسهل الهوان عليه)  كان حصادنا من كل ذلك حربا قضت على حلم كل سوداني وعم الخراب القري والحضر وانتهكت الأعراض وشرد وهجر اهل السودان وهم في بحث مضن عن ملاذا أمن يغيهم شر هؤلاء المرتزقة فمنهم من يحمل هويتنا الوطنية ومنهم دون ذلك جميعهم هدفهم النهب والسلب وانتهاك الحرمات انتقاما من اهل السودان الذين زرعوا جميلا في غير موضعه.

المصدر: التاكا نيوز

الأكثر قراءة