على الرغم من تعدد القبائل في السودان وتميز كل قبيلة بأزيائها الخاصة، إلا أن الثوب السوداني يجمع بينها من خلال ملامح مشتركة، حيث يمثل الثوب السوداني جزءًا من الهوية السودانية والثقافة الخاصة بها، وما يميزها عن غيرها من الثقافات.
من خلال الموضوع التالي نستعرض الزي السوداني الشعبي
الثوب النسائي

ظهر الثوب السوداني منذ الحضارة البجراوية؛ أي منذ أكثر من عشرة آلاف عام، حيث كان زيًا قوميًا للملكات آنذاك، وأوضحت بعض الدراسات إن الملكة الكنداكة أول من ارتدى الثوب السوداني.
وأول ما ظهر من ثياب سودانية ما يعرف بـ (النِيلَة) ذات اللون النيلي وهي مصنعة من خيوط مغزولة من القطن السوداني، ثم ظهر ما عرف بـ (الطرقة)، وبعدها ثياب (الكِرِب) السادة التي جلبها تجار من صعيد مصر يعرفون في السودان بـ (النَقَادة)، حيث يمتاز هذا النوع من الثياب بلونه الأسود الناعم نسبياً، كما كان يسمى بمصر البيضاء، ثم ظهرت ثياب (الفَرْدَة) وهي مصنوعة أيضًا من القطن السوداني.
ومع مرور الزمن بدأت الثياب المستوردة تكتسح السوق حتى طغت على الثياب القديمة.
من (ملحفة) صارمة ووقورة الألوان وثقيلة الخامة من فتلة التوتل القطنية التي اشتهر السودان بزراعتها منذ عام 1925، مر الثوب السوداني بمراحل جمالية فرضتها الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التي مر بها ذلك البلد الثري بالمورثات والقيم الاجتماعية المختلفة.
وفي بداية الأربعينات كان الثوب يصمم لأغراض الحشمة والسترة، ولكن منذ بداية الستينيات بدأت المرأة السودانية تبحث عن لفت الأنظار في مجتمع محافظ، وذلك عبر ارتداء ثوب بنقوش ملونة بطريقة توحي بالأنوثة، وأصبح الثوب رمزًا للجمال والمكانة الاجتماعية التي تحظى بها المرأة.
ومع مرور الوقت وتدهور صناعة النسيج في السودان، دخلت دول أوروبية في السوق المزدهر واحتلت سويسرا صدارة الدول المنتجة لخامة (التوتل) من القطن الصافي، ويتميز الثوب السويسري بنعومة “الفتلة” ورقة وخفة النسيج واكتسحت السوق وطغت على التصميمات القديمة.
بالإضافة إلى دخول إيطاليا للسوق، والتي أطلقت ثوبا من خامة (الراتي) بنقوش داكنة مع لمعان خفيف يضفي على الطلة سحراً غامضاً.
ومؤخراً دخلت الهند بتقليعات مزركشة تتناسب أسعارها مع محدودي الدخل، لكنها لا تخلو من بهجة صارخة اشتهرت بها الأزياء الهندية.
ثوب العيد

ورغم اكتناز خزانة كل سيدة سودانية بأنواع مختلفة من الثياب، لكن يبقى ثوب العيد هو الهاجس الكبير لدى السودانيات، ويتطلب شراؤه مجهوداً خاصاً وبحثاً مضنياً في المحلات التي تفيض بالموديلات الجديدة التي تستورد خصيصا لمناسبة العيد وما يصاحبها من أفراح وزيارات.
قبل يوم الوقفة تبدأ حملة البحث عن ثوب العيد الذي يجب أن تتألق به المرأة السودانية في صباح يوم العيد.
ولكثرة العروض الواردة من الشرق والغرب، يبقى الخيار صعباً إذ أن الاختيار لا بد أن يكون صائباً ومواكباً للصرعات الجديدة.
كما ويمتاز دائماً بالألوان الزاهية والمبهجة مثل الوردي، والبنفسجي، والبرتقالي، خصوصًا عند النساء الأصغر سناً، أما عند السيدات الأكبر سناً يمتاز تصميمه بالوقار والبساطة مع ألوان محايدة.
مواصفات الثوب النسائي
هو عباره عن زي خارجي، يلبس فوق فستان بسيط تتناسق ألوانه مع ألوان الثوب، ويبلغ طول الثوب التقليدي 9 أمتار، بينما يتراوح طول الثوب الحديث (الربطة) بين الـ 4و5 أمتار.
وترتديه المرأة المتزوجة في الغالب، ولذلك يمكن ان يستخدم للتميز بين المرأة المتزوجة وغير المتزوجة.
ويتنوع الغرض من ارتداء الثوب عبر الزمان، حيث لكل نوع من الثياب مناسبة معينة، فمثلاً يفضل الثوب المصنوع من قماش التوتال المشجّر للمناسبات العامة في أوقات النهار، وأما المصنوع من الحرير فهو للسهرات.
ورغم التنوع الكبير في أشكاله وخاماته عبر الزمان، إلا أنه حافظ على نمطيته ولم يندثر وواجه الثقافات الدخيلة مثل العباءة الخليجية بصمود كبير، فهو يحظى بحب النساء السودانيات لسحره وجماله وإمكانية التجديد فيه بالألوان والرسم والتطريز ليواكب الموضة.
واختلفت تصاميمه وألوانه وأشكاله، حسب الأذواق والأجيال.
الخامات

في هذه الأيام نجد العديد من الخامات كالقطن والحرير والشيفون والبوليستر والثياب التي تعرف بالهزاز، ويتربع على عرش الثياب السودانية التوتال السويسري وذلك لجودته وفخامته وملاءمته لطقس السودان رغم ارتفاع أسعاره.
مكونات الثوب
الثوب الكامل: عبارة عن قماش بطول أربع أمتار وعرض متر ونصف، ويتم ارتدائه عن طريق مسك طرف الثوب من الخلف على أن يكون الجزء الطويل من الثوب في الجهة اليمين، ويمر طرف الثوب فوق الكتف الأيسر من الخلف للأمام، ويلف باقي الثوب من الجهة الأخرى.
الثوب الربط: يربط على منطقة الخصر ثم يلف على باقي الجسم، عن طريق مسك طرف الثوب من الخلف على أن يكون الجزء الأكبر من جهة اليمين، ويلف الجزء الأيسر إلى اليمين حول منطقة الخصر لفة واحدة، ويعقد الطرف الأيسر مع جزء صغير من الطرف الأخر، ويمر باقي الثوب من الجهة اليمني إلى تحت اليد اليسرى، بحيث يكون باقي الثوب منسدل خلف الكتف الأيسر.
تصميم الثوب السوداني ونوع الأقمشة

وتتحكم المناسبة في نوع الثوب وشكله، منها
الثوب الأبيض: للمرأة العاملة والمكافحة، ويدل على الجدية ويستخدم في الدوائر الحكومية والوظائف الرسمية، وترتديه المرأة المتوفى زوجها في الحداد عليه.
التوب السوداني المشجر: يتميز ببساطة التصميم، والألوان الحيوية والمختلفة، وهو الأكثر انتشارًا بين النساء.
التوب السوداني السادة: وهو أبسط أشكال الثوب السوداني، ويتميز التصميم بصيحة اللون الواحد، وتختلف درجات اللون بحسب المناسبة.
التوب السوداني المطرز: يعتمد تصميم الثوب بالكامل بشكل أساسي على الأجحار الكريمة والتطريز بجميع أنواعه، ويتميز بالألوان الزاهية والحيوية.
الثوب الأحمر: هو الثوب الذي ترتديه العروس في عرسها (الجرتق)
الملونة والمشغولة والمزينة: فترتدي النساء السودانيات الثياب ويتباهين بها في الأعراس والمناسبات السعيدة.
الثياب السادة ذات الألوان الباردة: يتم ارتداؤها في بيوت العزاء.
الزي الرجالي

لم تختلف الأزياء الرجالية في السودان في العهود القديمة، عن أزياء الشعوب الأخرى في تلك الفترة، حيث كان الزي الرجالي في الممالك القديمة نبتة ومروي يشابه كثيرًا قدماء المصريين والذي كان يتألف من الصدرة أو القميص والرداء والشال.
أما العبيد فقد كانوا عراة الجسم إلا من بعض الإزار الذي يلف حول أجسامهم وقد أوضحت الرسومات أيضا التباين بين خامات الملوك والعبيد حيث تميزت الأولى بالنعومة والشفافية والثانية بالخشونة.
وحدث تغيير بسيط لشكل الأزياء الرجالية عبر السنوات اللاحقة حيث أشار بوكهارت من خلال ملاحظته أثناء رحلته إلى بلاد السودان عام 1829م إلى شكل الزي الرجالي بأن هنالك من يرتدي المآزر و التي تثبت حول الخصر دون ارتداء زي آخر.
ولقد كان لدخول العرب السودان أثر كبير في تغيير شكل الزي حيث ارتدى الرجال القميص والسروال كزي أساسي ثم العباءة والقفطان كزي خارجي.
أما القميص فقد تنوعت أشكاله، فهنالك الجلابية البلدية والجلابية الإفرنجية والتي تتميز عن الأولى بإضافة الكولة عليها.
الزي الرجالي حسب المنطقة
في شمال السودان
يتكون من الجلابية والعراقي والسروال والطاقية والعمامة.
في شرق السودان
يتغير مسمى الجلابية في شرق السودان إلى قميص ويكون أقل حجما منها كذلك السروال شكل خاص فهو فضفاض وواسع لذا يعرف بالبوحة والسربادوب.
في غرب السودان
وبرغم استخدام الجلابية والعراقي والسروال، إلا أن هناك اختلافًا يميز زيهم عن زي المناطق الأخرى.
في جنوب السودان
لها شكل خاص لا تشابه أزياء مناطق السودان الأخرى، ويرجع ذلك لتخلف المنطقة نتيجة للعزلة الطويلة التي فرضها الاستعمار الإنجليزي على هذا الجزء من السودان.
هل أضاف لك الموضوع معلومة جديدة؟
المصدر: التاكا نيوز