أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي "إيلي كوهين" اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف " مساء أمس الثلاثاء، بهدف تغيير سياسة تل أبيب تجاه موسكو ومناقشة العديد من القضايا الثنائية والإقليمية.
وفي السياق، طالب كوهين من نظيره لافروف، بوضع الجالية اليهودية في روسيا، والمهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق في إسرائيل، وذلك لأهميتهم في تعزيز العلاقات بين الطرفين.
وبيَن كوهين خلال حديثه عن موقفه من الحرب الروسية في أكرانيا أنه لن يدين روسيا علانية،
معربًا عن نيته في طرح سياسة جديدة بشأن الحرب في أكرانيا، حيث سيتم عرضها على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، لمناقشتها بالتفصيل.
وبدورها تهدف الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتكون وسيطا ما بين موسكو وكييف والغرب،
في خطوة منها لتضييق نطاق الحرب ومنع انتشارها، إضافةً إلى تقديم نوع من الدعم الدبلوماسي للرئيس فلاديمير بوتين، وتبديد التوتر مع الكرملين على خلفية أزمة الوكالة اليهودية والحد من نشاطها في موسكو.
وبحسب ما ورد عن " مركز أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، أكدت الحكومة الإسرائيلية على اعتمادها سياسة جديدة للحفاظ على علاقات وطيدة مع روسيا، وذلك بسبب مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته قالت رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب: "سيما شاين"، أنها تتوقع حصول طهران على دعم من موسكو، وذلك ببيعها لمعدات عسكرية، بسبب دعمها لروسيا في الحرب مع أكرانيا.
وأوضحت شاين في حديث خاص "للجزيرة نت" أن الدافع الرئيسي لدى حكومة نتنياهو هو الشأن الإيراني، ودوره في تغيير السياسة إزاء الحرب الروسية الأوكرانية، مبينة أن توطيد العلاقات بين روسيا وإيران له جوانب عسكرية واقتصادية، منوّهة إلى أن اعتماد "الدبلوماسية الذكية" يكون بالامتناع عن إغضاب بوتين ومنع الصدامات مع واشنطن.
ومن جهته تحدث الخبير الروسي بشؤون الشرق الأوسط "أندريه أونتيكوف"، عن حدوث تعديل في مواقف تل أبيب من الصراع الروسي الأوكراني، وذلك بحسب تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي التي مهدت لتعديل العلاقات بين الطرفين.
وأوضح أونتيكوف "للجزيرة نت" أن مواقف حكومة لبيد كانت نتائجها عكسية بالنسبة لتل أبيب، وإلحاق الضرر بالتفاهمات الروسية الإسرائيلية حول ملفات المنطقة، وعلى رأسها الملفان الإيراني والسوري.
ولفت إلى أن إسرائيل شاركت في الحملة الغربية المناهضة لموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وأعلنت دعمها الواضح لكييف، منوهة إلى عدم انضمامها للعقوبات الغربية على روسيا.
وأكد أونتيكوف على أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحسنًا للملفات الخلافية بين موسكو وتل أبيب، ولكن ليس حلا نهائيًا.
المصدر: التاكا نيوز